... بسم الله الرحمن الرحيم وصل الله على سيدنا محمد وأله الطيبين الطاهرين
حكمه
(ليس لابليس جند أشد من النساء والغضب)).
((إزالة الجبال أهون من إزالة قلب عن موضعه)).
((من عرف شيئا قل كلامه فيه)).
((ليست البلاغة بحدة اللسان ولا بكثرة الهذيان ولكنها إصابة المعنى وقصد الحاجة)).
((كثرة النظر في الحكمة تلقح العقل)).
((من تعلق قلبه بحب الدنيا تعلق من ضُرها بثلاث خصال: هم لا يُفنى وأمل لا يُدرك ورجاء لا يُنال)).
((ما الدنيا وما فيها؟ هل هي إلا سَدة فورة - يقصد سكنة الجوع- وستر عورة؟)).
أجوبته:سئل عليه السلام: أي الجهاد أفضل؟ قال: كلمة حق عند إمام جائر)).
سأله بعض أصحابه: يابن رسول الله على ماذا بنيت أمرك؟ فقال عليه السلام:على أربع:
الأولى: علمت أن عملي لا يعمله غيري فاجتهدت
الثانية: علمت أن الله مطلع علي فاستحييت
الثالثة: علمت أن رزقي لا يأكله غيري فاطمأنيت
الرابعة: علمت أن آخر أمري الموت فاستعددت
مناظراته:مناظرته مع من يعمل بالقياس:
كان أبو حنيفة يعمل بالقياس في الأحكام الشرعية فناظره الإمام الصادق عليه السلام فقال له: أيهما أعظم: قتل النفس أو الزنا؟
قال: قتل النفس
قال (ع): فإن الله قد قبل في قتل النفس شاهدين ولم يقبل في الزنا إلا أربعة
ثم سأله: أيهما أعظم الصلاة او الصوم؟
قال: الصلاة
قال: فما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فكيف يقوم لك القياس؟ فاتق الله ولا تقس.
مع الديصاني:
إن عبد الله الديصاني أتى هشام بن الحكم فقال له: ألك رب؟
قال: بلى
قال: قادر؟
قال: نعم قادر قاهر
قال: يقدر أن يدخل الدنيا كلما في البيضة لا يكبر البيضة ولا يصغر الدنيا؟
فقال هشام: النظرة (بمعنى امهلني لأجب عليك)
فقال له: قد أنظرتك حولا ثم خرج عنه
فركب هشام إلى الإمام الصادق عليه السلام فاستأذن عليه فاذن له فقال: يابن رسول الله أتاني عبد الله الديصاني بمسألة ليس المعول فيها إلا على الله وعليك
فقال الإمام (ع): عماذا سألك؟
قال: كيت وكيت
فقال له (ع): كم حواسك؟
قال: خمس
قال:
أيهما أصغر؟
فقال: الناظر
قال:وكم قدر الناظر؟
قال: مثل العدسة أو أقل منها
فقال: يا هشام فانظر أمامك وفوقك وأخبرني بما ترى
فقال: أرى سماءً وأرضا ودورا وترابا وجبالا وأنهارا
فقال(ع): إن الذي قدر أن يدخل الذي تراه العدسة أو أقل منها قادر على أن يدخل الدنيا كلها البيضة ولا يصغر الدنيا ولا يكبر البيضة!
فانكب هشام عليه يقبل يديه ورأسه ورجليه وقال: حسبي يابن رسول الله فانصرف إلى منزله وغدا إليه الديصاني فقال: يا هشام إني جئتك مسلما ولم اجئك أريد الجواب.
فقال له هشام: إن كنت جئت متقاضيا فهاك الجواب.
فخرج عنه الديصاني فأخبر أن هشاما دخل على الإمام الصادق (ع).
فمضى عبد الله الديصاني حتى أتي باب الإمام (ع) فاستأذن عليه فاذن له فلما قعد قال له: يا جعفر بن محمد دلني على معبودي.
فقال له الإمام (ع): ما اسمك؟
فخرج عنه ولم يخبره باسمه
فقال أصحابه: كيف لم تخبره باسمك؟ قال: لو كنت قلت له (عبد الله) كان يقول: من هذا الذي أنت له عبد؟
فقالوا: عد إليه يدلك على معبودك ولا يسألك عن اسمك فرجع إليه وقال له: يا جعفر دلني علىمعبودي ولا تسألني عن اسمي.
فقال له الإمام (ع): اجلس وإذا غلام له صغير في كفه بيضة يلعب بها فقال له الإمام (ع) ناولني يا غلام البيضة فناولهو اياها فقال (ع): يا ديصاني هذا حصن حصين مكنون له جلد غليظ وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق وتحت الجدل الرقيق ذهبة مايعة وفضة ذائبة فلا الذهبة المايعة تختلط بالفضة الذائبة ولا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المايعة هي على حالها لم يخرج منها مصلح فيخبر عن اصلاحها ولا دخل فيها مفسد فيخبر عن فسادها ولا يدري للذكر خلقت أم للأنثى تنفلق عن أمثال الوان الطواويس أترى لها مدبرا؟
فاطرق الديصاني مليا ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأنك إمام وحجة من الله تعالى على خلقه. وأنا تائب مما كنت فيه.
مع أحد الملحدين:قال هشام بن الحكم: قال أبو شاكر الديصاني (أحد الملحدين): إن في القرآن آية قوة لنا قلت: وما هي؟
قال: ((وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله)) فلم أدر بم أجيبه فحججت فخبرت الإمام الصادق (ع) فقال: هذا كلام زنديق خبيث اذا رجعت اليه فقل له: ما اسمك بالكوفة؟ فإنه يقول: فلان فقل له: ما اسمك بالبصرة؟ فإنه يقول: فلان فقل كذلك الله ربنا في السيماء إله وفي الأرض إله وفي البحار إله وفي كل مكان إله.
قال: فقدمت فأتيت أبا شاكر فأخبرته فقال: هذه نقلت من الحجاز.
أعتذر ان أطلت عليكم وأرجو للجميع الفائدة...